October 24, 2017

أبو عزام /38 / عاماً، رجل سوري من عائلة تسكن في مدينة حمورية نزحوا إليها منذ عامين، وسكنوا داخل في منزل قديم متصدع، وتتراءى شقوقه بوضوح، حيث يخلو المنزل من الأثاث أو ما يمكن أن يستر عيوبه.

منال أو “أم عزام” هي ربة المنزل إلا أنها لا تملك ما تدير به شؤون منزلها أو ما يؤهلها لاكتساب هذا اللقب.

لمنال أربعة أطفال بينهم “عزام ” الذي فقد إحدى قدميه خلال قصفٍ تعرض له منزلهم القديم في منطقة المرج قبيل النزوح، حينها استشهد للعائلة طفل وأصيب أبو عزام إصابة بالغة سببت له إعاقة دائمة سترافقه طيلة حياته.

 

بحرقة تلذع شفتيه يقول أبو عزام أن عائلته تتناول ” خلال 24 ساعة وجبة صغيرة لا ترتقي أن تشبع الأطفال”.

قلة ذات اليد وارتفاع  الأسعار الفاحش يحرمان العائلة من شراء أقل متطلبات الحياة اليومية، وخلال الفترة الأخيرة وبعد إغلاق جميع المنافذ إلى الغوطة الشرقية، يواجه أبو عزام مع الكثير من العائلات المشابهة لحاله صعوبة كبيرة في تأمين الحاجة اليومية من الطعام والغذاء اللازم للأطفال.

والدموع في عينيها تقول أم عزام: ” أنهم خلال ثلاثة أيام لم يأكلوا سوى الخبز فقط، حيث أعطاهم أحد الجيران كمية قليلة من القمح “.

تقطن العائلة الفقيرة في ذاك المنزل المتصدع ،ولا يملكون بداخله سوى بعضة أغطية لا تكاد تقيهم قرص الشتاء القادم . وتقول أنهم في الفترة السابقة كانوا يبيعون ما تبقى من أثاث المنزل الذي يسكنوه  ليأكلوا بثمنها , ولكن بعد نفاذ كل شيئ أصبحوا يشتهون حبة الرز و البرغل على حدا وصفها .

أبو العزام العاجز عن العمل يقول أن جلّ ما يتمناه هو أن يرى أطفاله ممتلئي البطون ، وإن زادت أمانيه فسترتقي لأن يراهم يذهبون إلى المدارس ، لكن عجزه وقلة حيلته تحرمه من مساعدة أبناءه ، ويقول أتمنى أن يمر علينا يوماً نأكل فيه ثلاث وجبات ليكون غير باقي الأيام.

أما أم عزام فتقول أنها تملأ طنجرة كبيرة بالماء لتوهم أبنائها أنها تطهو الطعام لهم ريثما ينامون بعد أن ينهكهم الانتظار ليستيقذوا على نهار جديد ومعاناة جديدة ، وتضيف أنها تتمنى أن تتذوق كأساً من الشاي ولو مشتركة مع أطفالها حيث أنهم لم يتذوقوا الشاي منذ أسابيع عديدة.

وتقول أم عزام أنه في الأسابيع السابقة كان بمقدور الناس مساعدتهم إلا أنه اليوم أصبح معظم الأهالي عاجزون عن تلبية احتياجاتهم الأساسية ، فكيف لهم أن يساعدوا غيرهم ؟.

هي عائلة من مئات العوائل التي تعيش ظروفاً قاهرةً في ظل الحصار المفروض على الغوطة الشرقية والتي أصبح جلّ أحلامها أن تملأ بطونها.